DELMON POST LOGO

ثورة 14 تموز 1958 في العراق وتصفية العائلة الهاشمية

- عراق الحضارات ودجلة الخير ام البساتين

- تراث عميق من الحزن والصراعات ، ياعراق وحياة حزنك ما عرفتك

كتب – عباس هلال

في ذكرى 14 تموز 1958 في العراق وقيام الجمهورية العراقية واسباب ذلك محليا وعربيا واقليميا من حرب فلسطين 1948 الى انقلاب حسني الزعيم 1949 في سوريا وثورة يوليو 1952 في مصر بقيادة جمال عبد الناصر – واعلان الوحدة في 28 فبراير شباط 1958 ، وقيام حلف بغداد 1958 والحرب الاهلية في بيروت نهاية عهد الرئيس كميل شمعون وو.. الخ فانها مواضيع كتب عنها الكثير وبشكل ترابطي في كل المذكرات واكثرها مصرية ، والبعض فيها عراقية وسورية لكن وبحسب قراءاتي افضل سرد وتحليل هو في مذكرات احمد حمروش عضو مجلس الثورة ورئيس منظمة الافرواسيوي اليساري لكن مذكراته – عبد الناصر والعرب – عبد الناصر والناس – خريف عبد الناصر اكثر نقاءا ودقة واوضح تحليل ، وكل هذه المصادر . وجل ما كتب بشكل او بأخر كان مصدرها الاساسي رجل المخابرات الدبلوماسي في القاهرة مايلز كوبلن وبالاخص في كتابه الاخير لعبة الامم the game of nationsوهو ما اشارت اليه الاغلبية الساحقة من المذكرات .
لذلك سوف تكون هذه السطور تاملات وهوامش وشذرات حول ما جرى في قصر الرحاب وتصفية الاسرة الهاشمية على يد الملازم عبد الستار العبوسي والذي سنعاود الرجوع اليه ، قيام الجمهورية العراقية وتشكيل مجلس السيادة برئاسة اللواء الركن نجيب الربيعي ورئاسة عبد الكريم قاسم لمجلس الوزراء والقائد الاعلى للقوات المسلحة . ورغم منجزات عبد الكريم قاسم الهائلة في الفترةالقصيرة 14 تموز 1958 – 8 شباط – فبراير 1963 وطنيا واجتماعيا نصيرا للفقراء منحازا للطبقة الفقيرة لكن الصراعات اكلت عهده وعصفت به عصفا ، فمنذ ثورة عبد الوهاب الشواف – ورفعت الحاج السري والطبقجلي – ومحكمة الشعب ( العقيد فاضل عباس المهداوي – الذي اطلق مقولة ماكو زعيم الا كريم ) ومحاولة الاغتيال 1959 حتى صباح الجمعة 14 رمضان 8 فبراير شباط 1963.
كان فجر 14 تموز 1958 يموج بالحركة في قصر الرحاب لمغادرة الملك فيصل الثاني الى تركيا لاتمام مراسم زواجه لكن القدر كان بالمرصاد بحصول الانقلاب ووصل المفرزة المسلحة بقيادة عباد الستار العبوسي لقصر الرحاب وكانت القوة المدرعة للقصر كفيلة بالتصدي وتفادي المجزرة الهاشمية على الاقل لكن
الوصي سابقا وولي العهد عبد الاله والذي لازالت سيطرته مستمرة على الملك كان خائرا ومستسلما رغم طلب قائد قوة القصر التصدي والحماية ، وازاء ذلك تجمعت العائلة ورفع الملك المصحف لكن الملازم عبد الستار العبوسي (وحسب تبريره انه سمع طلقة نار وربما خارج القصر وهذا لم يكن ثابتا ) افرغ زخات من رشاشه على العائلة كبارا وصغارا والناجي الوحيد كان طفلا ، وسحب جثة عبد الاله وتعليقها على بوابة وزارة الدفاع والقبض لاحقا على نوري السعيد متخفيا بزي أمراة معدانية وسحله هو الاخر تحت اهازيج نور السعيد القندرة صالح جبر قيطانها ( مناصرو نوري السعيد لاحقا ردوا نوري السعيد باقة ورد صالح جبر ريحانها – كان نوري السعيد محتفظ برقم 20 لسيارته تيمننا بثورة العشرين انتقل رقم السيارة الى المهداوي ثم عبد السلام عارف ثم طاهر يحي ثم صالح مهدي عماش الى .. الى .. صدام واخير نور المالكي من نوري السعيد الى نوري المالكي .. من نوري الى نوري !! ) تمت ترقية عبد الستار العبوسي في العهد العارفي الى مقدم وملحق عسكري في موسكو لكنه ظل فاقد للتوازن وفي اضطراب نفسي شديد لم تفارقه كوابيس لعنة قتل وتصفية العائلة الهاشمية صغارا وكبار حتى انتهى به الامر الى الانتحار !!.
وقبل ثورة 1958 كان نوري السعيد يحضر لمراسم وبروتوكولات زواج الملك فيصل الثاني وفي هذه السياق كانت اتصالاته مع الشيخ سلمان بن حمد ال خليفة واصدقاءه من بيت فخرو لشراء عقد لؤلؤ بحريني للملك كان الكبير يوسف فخرو وكيل خط الهند ( بواخر دارا ودواركا ودامره ودريسه – بيت كريبال نسبة الى الرئيس التنفيذي مستر كريبول ، واولاده احمد فخرو في مكتب بغداد وعبد الله فخرو مكتب البصره وباعتبارهم اصدقاء نوري السعيد والطبقة السياسية والتجارية العراقية وانتهى الامر بان جهز اخوهم على بن يوسف فخرو عقد اللؤلؤ بــ 40 الف روبية ، من احد بيوت تجار اللؤلؤ بيت مديفع.
كان ارتباطنا بثورة 14 تموز كبيرا بحكم زياراتنا الصيفية المنتظمة للعراق وسوريا منذ الطفولة وتعايشنا مع ماكو زعيم الا كريم ، ترست جدران بيوت الحورة كلها بالشعار كتابة بالفحم !!!.
والاهازيج السياسية نور السعيد القندرة .. الخ ونزيهة بالت عالجسر وتزحلق المهداوي من البعثين ، ورد من الشيوعين ، نزيهة وصلت للحكم قواويد بعثية – نزيهة
الدليمي وزيرة البلديات ووزير دولة . ولاحقا بيبس وكولا بالسجن ارقص وغني يا ميشن بعد اعتقال الشيوعين والبعثين .. عبد السلام عارف وطاهر يحيى – حجي مشن !!!
هذه تأملات وشذرات مسائية سريعة في ذكرى 14 تموز 1958.
الوصي عبد الاله على اليمين والملك فيصل الثاني على اليسار
عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف
عبد الكريم قاسم ونزيهة الدليمي