DELMON POST LOGO

ملحمة نضالية ملهمة لعمر قصير للشهيد العتيد محمد بونفور 2 يوليو تموز 1973

نضال سياسي وعمالي كبير لعمر قصير

رفيق الفقراء والعمال وعنفوان هادر

بقلم : د. عباس هلال

هذه سطور ( نهفة صدر ) في مساء اليوم الجمعة الاول من يوليو – تموز قصيرة لملحمة نضالية وكبيرة لعمر قصير مضى عليها ما يقارب نصف قرن ولازالت جمرة شعلتها مضيئة في ذاكرتنا الوطنية . ذكرى استشهاد المناضل العتيد محمد بونفور في الثاني من يوليو – تموز 1973 . لعمر قصير في المعتقلات والمخابئ والملاحقة والمطاردة . كان الخبر صاعقا ونحن في تجمعات النشاط الصيفي للاتحاد الوطني لطلبة البحرين ، في يوم شديد الحرارة بلهيب الشمس الحارقة والرطوبة الخانقة ، وبالتحديد في فناء المدرسة المقابلة للمستشفى الامريكي ( دائرة الكهرباء سابقا ) تنادينا ذهابا وكان التجمع امام نادي الخليج بالمحرق ولم تتح لي الفرص لمتابعة الحدث نظر لسفري في اليوم التالي راجعا الى بيروت – شتورا وتركيا للمشاركة في فعاليات اتحاد الطلاب العالمي ، تابعت الحدث بعد عودتي للنشاط الصيفي في 10 اغسطس.
للشهيد محمد بونفور دورا بارزا في الستينات ومطلع السبعينات في خلق وتأسيس الخلايا السرية السياسية والحزبية ابرزها الحركة الثورية التي كانت اكثر اتساعا من الايدلوجيا حتى عام 1972 وبعد ذلك الجبهة الشعبية وله دورا لافتا في نادي الجزيرة بالحالة .. انطلاقة العنفوان البارزة كان في انتفاضة مارس 1965 وتم اعتقاله سنة وسبعة شهور ، كان مناضلا فذا وعتيدا لم تشغله عن نضالاته السياسية والعمالية المستمرة ومن غير هوادة الجدليات السياسية القائمة منذ انتفاضة مارس والبيانات هل باسم جبهة القوى القومية او جبهة القوى التقدمية وتاريخ الانطلاقة 5 مارس ، او 9 مارس رغم ايمانه بــ 5 مارس ، مناضلا عماليا ورفيقا للفقراء والعمال اينما حل ، في البا وبابكو والمطار.
في حديث حضرته مع الاخ العزيز الصديق والتربوي والاديب والكابتن محمد عبد الملك( ابا جابر ) بالنادي العربي عام 1968 وفي محضر كلامه تجربته مع محمد بونفور واحمد حارب ( مناضلا لا يشق له غبار ) في قوله عن بونفور ليس لانه لم يكمل تعليمه فهو في عمق الوعي السياسي رجل عمل حق ، رجل ميدان متفرغا للتحركات اليومية .
اول مرة التقي مع الشهيد بونفور كان في صيف 1971 في الباص التقليدي للمرحوم سلمان الحسن والد الصديق عبد العزيز الحسن ابا سلمان ، حيث كان هذا الباص ( البست ) وسيلة نقل لنا في النشاط الصيفي لعدة فعاليات ، وكان على امل نلتقي في الحورة لاحقا .
كان بونفور ارادة نضالية حديدية حالمة بمطالب وآمال سياسية وعمالية مقاوما للانتداب الانكليزي وحالما بعمل سياسي ديمقراطي علني ابان الاستقلال رغم انحيازه تنظيميا للكفاح المسلح ، رفيق الفقراء ونصير وظهير العمال اللامع ، زاهدا ومتعففا متمسكا بحياته البسيطة مناضلا بحجم وطن ،مناضلا كبير بعمر قصير فعمره النضالي طويل رغم المعتقلات والمخابئ والملاحقة والمطاردة والاغتيال مدرسة نضالية واقعية ملهمة . نصف قرن على رحيله وجمرة شعلته النضالية لازالت مشتعلة مضيئة ، في ذاكرة الوطن ، ذاكرة النضال ، ذاكرة العمال ، ذاكرتنا الوطنية . ( ملحمة قصيرة وتفاصيلها كثيرة وكبيرة عمره 28 عاما ).
لست المهادن في جذور الملح / عاكفا / هل يكبر في ظلالك غير الدم / غريب ومزدان بالطين / بهي في صخب الموت .. الاخت الصديقة الشاعرة فوزية السندي ام وليد – ديوان استفاقات